تمتاز الصحارى بجمالها الطبيعي الخاص، حيث تمتد الرمال الذهبية إلى الأفق وتتلاعب الشمس بألوانها في مشهد ساحر لا مثيل له. كثير من المسافرين حول العالم يبحثون عن أماكن إقامة بالقرب من الصحارى للاستمتاع بالهدوء، التأمل، وتجربة مغامرات فريدة من نوعها. سواء كنت من محبي التخييم، أو تفضل الراحة والرفاهية في المنتجعات، أو ترغب في معايشة الحياة البدوية الأصيلة، فهذا المقال يقدم لك خيارات متنوعة للإقامة بجوار أشهر الصحارى في العالم العربي وحول العالم.
واحدة من أكثر التجارب التي يقصدها الزوار هي المبيت في مخيم بدوي. في هذه المخيمات، يمكنك الانغماس في نمط الحياة الصحراوي، الاستماع إلى الحكايات حول النار، تذوق الأطعمة المحلية مثل “المنسف” و”المندي”، والمشاركة في الرقصات التقليدية. بعض المخيمات مجهزة تجهيزاً بسيطاً مع الحد الأدنى من الخدمات، بينما يوفر البعض الآخر رفاهية كاملة مع مكيفات هواء، حمامات خاصة، وحتى الإنترنت اللاسلكي.
في السنوات الأخيرة ظهرت العديد من المنتجعات الفاخرة على أطراف الصحارى، تجمع بين سحر المكان ورفاهية الإقامة. من أمثلتها منتجع “قصر السراب” في صحراء ليوا، الإمارات، أو منتجعات وادي رم الفاخرة بالأردن، حيث تقدم غرفًا أو فيلات بإطلالات رائعة على الكثبان الرملية، حمامات سباحة خاصة، منتجعات صحية، وخدمات على أعلى مستوى، إلى جانب برامج رحلات السفاري وركوب الجمال.
تنتشر في واحات مثل سيوة (مصر) أو الداخلة (المغرب) بيوت الضيافة والفنادق الصغيرة المبنية من الطين والحجر الطبيعي. هذا النمط من الإقامة يمنحك تجربة دافئة وأجواء عائلية بأسعار معقولة، ويتيح لك تذوق مأكولات محلية والتعرف على سكان المنطقة. كثير من هذه البيوت تحافظ على الطابع البيئي، فتستخدم الطاقة الشمسية وموارد المياه الطبيعية.
لمحبي الطبيعة والمغامرة، يظل التخييم الحر في الصحراء خيارًا لا يُضاهى. يمكن نصب الخيمة بجوار الكثبان الرملية أو على مشارف الواحات، والتمتع بليلة هادئة تحت سماء مليئة بالنجوم. من الضروري هنا الاهتمام بالتجهيزات الجيدة، أخذ الاحتياطات اللازمة، وطلب تصاريح التخييم عند الحاجة.
تُعرف باسم “وادي القمر” لجمال صخورها الحمراء. توفر المنطقة مخيمات عديدة (بسيطة وفاخرة)، بعضها يشبه الفقاعات الزجاجية الشفافة التي تتيح مشاهدة السماء ليلاً من سريرك. يمكنك أيضًا الاستمتاع برحلات السفاري، تسلق الصخور، وجولات الجمال بين التضاريس الفريدة.
أكبر صحراء رملية متواصلة في العالم، يقصدها محبو المغامرات القاسية. قرب حوافها، في ليوا (الإمارات) أو بالقرب من شرورة (السعودية)، توجد منتجعات ومخيمات مجهزة تقدم تجارب السفاري، التزلج على الرمال، وركوب الخيل والجمال.
واحة سيوة الشهيرة تجمع بين الجمال الطبيعي والتاريخ العريق. تضم بيوت ضيافة بيئية مثل “أدرير أميلال” المبني من الطين والملح، وتوفر تجارب غوص في بحيرات الملح، رحلات بالدراجات وسط النخيل، وتذوق أكلات سيوة التقليدية. يمكن للزوار أيضًا التخييم خارج الواحة للاستمتاع بعزلة الصحراء.
هذه الصحراء من الأكثر جفافًا في العالم. بجوارها توجد فنادق بيئية تقدم تجارب فريدة مثل مراقبة النجوم ورحلات إلى الكثبان البركانية، حيث السماء صافية طوال العام تقريبًا.
منطقة “مرزوقة” في المغرب أو “دووز” في تونس تقدمان مخيمات فاخرة فوق الكثبان، مع برامج عروض فلكلورية مغربية أو تونسية، جولات بالدراجات الرباعية، وتذوق مأكولات محلية تقليدية.
حدد ميزانيتك بدقة؛ الخيارات تتراوح بين التخييم البسيط بميزانية محدودة، وصولًا للمنتجعات الفاخرة بأسعار مرتفعة.
هل ترغب في الانعزال والهدوء أو في حياة البدو الأصيلة، أم تفضل الفخامة والراحة؟ بعض الأماكن توفر ترفيهًا وسبا، بينما أخرى تقدم فقط الضروريات.
ابحث عن أماكن تقدم أنشطة مثل السفاري، ركوب الجمال، التزلج على الرمال، مراقبة النجوم، أو حتى جلسات اليوغا الصحراوية.
اختر دائمًا أماكن معروفة بسمعتها الجيدة وتوفر خدمات طوارئ أو دعم طبي إذا كنت في منطقة نائية.
يفضل زيارة معظم الصحارى بين أكتوبر وأبريل، حيث تكون درجات الحرارة معتدلة نسبيًا. في الصيف، يمكن أن تتجاوز الحرارة 45 درجة مئوية، ما يجعل المغامرة صعبة إلا لمحترفي الرحلات.
الإقامة بالقرب من الصحراء تجربة استثنائية ستبقى في ذاكرتك مدى الحياة، فهي تجمع بين سكون الرمال، جمال الطبيعة البكر، والتعرف على حضارات ضاربة في القدم. اختر مكان الإقامة المناسب لطموحاتك وميزانيتك، واستعد لصنع ذكريات لا تنسى تحت سماء الصحراء المرصعة بالنجوم.